الدكتور جمال برزنجي في ذمة الله

0

jamal 34dcc

بقلم فتحي حسن ملكاوي

 

فجع المعهد العالمي للفكر الإسلامي فجر اليوم السبت 11 ذي الحجة 1436 (26 سبتمر 2015) بنبأ وفاة أحد مؤسسى المعهد ورئيسه الحالي، الأخ العزيز الدكتور جمال محمد البرزنجي، يرحمه الله.

ولد الدكتور جمال برزنجي في العراق عام 1939، وأرسل في منحة دراسية إلى بريطانيا فحصل على بكالوريوس الهندسة الكيميائية وتكنولوجيا الطاقة من جامعية شيفيلد عام 1962، وعاد إلى العراق ليعمل في وزارة الطاقة. ثم سافر إلى الولايات المتحدة لمواصلة الدراسات الجامعية العليا، فحصل على شهادة الماجسيتر والدكتوراه في الهندسة الكيميائية مع تخصص فرعي في الإدارة من جامعة لويزيانا الحكومية، في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1974. شارك في التأسيس والإدارة وتقديم الاستشارات لكثير من المؤسسات الإسلامية: الدعوية، والخيرية، والاستثمارية، والمهنية… في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، منها جمعية الطلبة المسلمين في بريطانيا، والاتحاد الإسلامي العالمي للجمعيات الطلابية (إفسو)، واتحاد الطلبة المسلمين، وجمعية علماء الاجتماعيات المسلمين، وجمعية العلماء والمهندسين المسلمين، ومؤسسة الوقف الإسلامي، والمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ومؤسسة سار، ومؤسسة مار-جاك، وأمانة، وغيرها كثير.

ويُعَدُّ الدكتور جمال برزنجي أحد أعمدة بناء الحضور الإسلامي في الغرب، دون أن يتوانى في متابعة شؤون الأمة وقضاياها في العالم الإسلامي. عرفتْ فضلَه وكرّمته كثير من المؤسسات العربية والإسلامية والأمريكية. فقد كرمه الاتحاد الإسلامي لأمريكا الشمالية ب”جائزة خدمة المجتمع” تقديراً لخدماته للإسلام والمسلمين في الغرب على مدى خمسين سنة. وقدمت له الجالية العربية في ولاية فرجينيا بحضور حاكم الولاية جائزة “الإنجاز مدى الحياة”. وكرمه المركز الإسلامي في منطقة دالاس في فرجينا الشمالية بجائزة “خدمات متميزة مدى الحياة” لما قام به من خدمات إنشاء ورعاية المركز وخدمة الإسلام في المنطقة. ومنحه المركز العالمي للأديان والدبلوماسية، جائزة: “الإيمان في العمل” لجهوده في تعزيز مكانة الفكر الإسلامي في أنحاء العالم للتعامل مع تحديات الحداثة.كما منحته لجنة العلاقات الأمريكية الإسلامية “جائزة الإنجاز مدى الحياة” بوصفه أحدالرواد المسلمين في أمريكا في مجال التفاني في خدمة المجتمع”.

امتلك الدكتور جمال برزنجي خبرة نامية في مجال التطوير والقيادة لكثير من المنظمات والمؤسسات في مجالات الأعمال، والتعليم، والمراكز البحثية، والنشاط السياسي، والخيري. فقد قاد عدداً من هذه المؤسسات إلى النجاح والنمو والاستقرار التنظيمي والمالي.

تميز بمجموعة من الخصائص الشخصية والقدرات الفكرية والعملية التي قلما تجتمع في شخص واحد، منها التفكير المستقبلي والاستراتيجي، وحسن الإدارة، وممارسته بناء المؤسسات وإدارتها حتى تنجح، ثم تسليمها لغيره والانتقال إلى غيرها، إضافة إلى العمل ضمن فريق حتى وفاته. عُرف بالجرأة والمبادأة والاجتهاد في فهم المسائل والمواقف وتحليلها، واستشراف مآلاتها. يحبه كل من يعرفه، فهو في غاية التواضع، ويسعى في خدمة صاحب الحاجة، وكأنها حاجته. مرّت به كثير من الظروف الصعبة لكنها لم تفقده صبره وتجلده وتفاؤله، فلا عرف الشكوى إلى لسانه سبيلاً.

نحسبه من أهل التقوى في دينه وخلقه ومعاملاته، يحسن تلاوة القرآن الكريم والاستشهاد به والاجتهاد في تنزيل أحكامه، ويتكلم بالعربية الفصحى بطلاقة قلما تتوفر للمتخصصين في اللغة،  ويتحدث بالإنجليزية كذلك بطلاقة ملحوظة. هادئ صبور، يحسن الاستماع والاستيعاب لمن يتحدث إليه. وإذا تحدث بدأ بما يلزم من مقدمات، واستجمع عناصرالموضوع، ليستخلص النتائج المناسبة.

عملت معه عن قرب في عدد من مجالات البحث، والنشر، والإدارة، في المعهد العالمي للفكر الإسلامي لأكثر من ربع قرن، ورافقته في السفر والحضر، وأشهد أنني أحببته وتألمت أشد الألم لفقده. أسأل الله أن يعين عائلته على مصابهم فيه، ويعين المعهد العالمي للفكر الإسلامي على فقده. ويرزق أمتنا من أمثاله ما يكون خير العوض.

أسأل الله له الرحمة والرضوان، ولأهله، وذويه، ومحبيه، جميل الصبر وحسن العزاء.

وإنا لله وإنا إليه راجعون. 

بقلم فتحي حسن ملكاوي

                                  

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.