عظم رسول الله محمد عليه أزكى الصلاة و السلام شهر شعبان الذي يتوسط رجب و رمضان الفضيل , ففيه ترفع الأعمال إلى الله عز وجل و تتضاعف الحسنات حسب ما جاء في الأحاديث الشريفة, فليحرص المسلم إذن قدر المستطاع على الإكثار من العبادة والإستغفار ليكون المسلم على أهبة لاستقبال شهر الصيام و القيام .
عن فضائل شعبان شهر الخير و البركة وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة و عن الجائز و الممنوع فيه إختلف أهل العلم .
وللحديث أكثر عن هذا الشهر المعظم خصنا السيد لحسن السكنفل رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيرات تمارة بالحوار التالي :
قبل أن نخوض في الحديث عن هذا الشهر الفضيل, لمذا سمي بشعبان؟
سمي شهر شعبان بهذا الاسم لتشعب الخير فيه فهو موسم الخيرات شهر بين رجب الحرام شهر الله وشهر رمضان، ترفع فيه الأعمال.
كثر الحديث عن الجائز و الممنوع في هذا الشهر , ما الذي يصح و لا يصح في شعبان؟
شهر شعبان شهر الخيرات فيجوز في هذا الشهر كل أعمال البر من صيام وصدقة وإطعام واجتماع على الخير، ومن الأمور التي جرت العادة بها عندنا أن الأسر تقيم مآدب لأنواع من الطعام ليلة النصف من شعبان حيث تجتمع الأسر والأحباب والأصدقاء لتناول ذلك الطعام، وهذا جائز ما دام في دائرة المباحات.
ومن الأمور المنكرة التي يمارسها البعض الاشتغال بالشعودة والدجل والتعاطي للسحر وهذا مخالف للشرع في شعبان وفي غيره.
نبقى في هذا السياق هناك حديث جاء فيه أنه لا صيام بعد النصف من شعبان ومن أهل العلم من قال إن النهي للكراهة، وليس للتحريم، ما تعليقكم؟
هذا الحديث رواه الترمذي إلا أن حديث عائشة رضي الله عنها المتفق عليه يعارضه وإن كان محمولا على الخصوصية بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد روت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من صيام شهر شعبان، يصوم حتى نقول إنه لا يفطر ويفطر حتى نقول إنه لا يصوم، وفي رواية : ‘ما أتم الرسول صلى الله عليه وسلم صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان’.
وعليه فإن حديث الترمذي إن صح لا يفيد التحريم بل يحمل على أن المقصود منه التخفيف على الأمة استعدادا لشهر رمضان إنما المنهي عنه هو الوصال أي أن يصوم المسلم أواخر شهر شعبان ويصلها بصيام شهر رمضان وخصوصا يوم الشك أي يوم 29 شعبان والثلاثين منه إن غمَّ ولم يظهر الهلال.
هذا يعني أن قضاء رمضان في النصف الثاني من شعبان أمر جائز ؟
إذا كان صيام التطوع جائزا على ما قلناه وفصلناه، فإن قضاء أيام شهر رمضان الفائت واجب.
ما فضل شعبان في الإسلام و على المسلمين ؟
سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل شهر شعبان فقال : ذاك شهر ترفع فيه الأعمال وأنا أحب أن يرفع عملي وأنا صائم وهو الشهر الذي تم فيه تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام.
مالحكمة في اكثار رسول الله صلى الله عليه و سلم من صوم شعبان؟
هو كما قال صلى الله عليه وسلم شهر ترفع فيه الأعمال وأنا احب أن يرفع عملي وأنا صائم.
المصدر : موقع مد1 تفي