بنحمزة يقدم مقترحا لإصلاح التعليم الديني بالمغرب

0

قدم مصطفى بنحمزة عضو المجلس العلمي الأعلى، مقترحات لإصلاح التعليم الديني بالمغرب، وذلك في مقال نشر على جديد بريس، وأكد بنحمزة أن بلاغ الديوان الملكي المتعلق بإصلاح التعليم الديني بالمغرب يرتكز على ثلاثة معالم تتعلق بإعطاء أهمية أكبر للقيم الإسلامية السمحة، وتنزيلها ضمن عناوين دراسية، والاستناد إلى المذهب المالكي في ثلاثة من جوانبه هي سنيته ووسطيته واعتداله، وإبراز كل الأبواب التي تمثل هذه الجوانب، ثم إبراز قيم الإسلام في التسامح والتعايش مع مختلف الحضارات والثقافات الإنسانية.

ولفت بنحمزة إلى أن حديث بلاغ الديوان الملكي عن ضرورة إيلاء أهمية أكبر للقيم الإسلامية السمحة، هو لفت النظر إلى الفراغ الذي طالما عانت منه المنظومة التربوية لما قصرت في إدماج القيم في كثير من المجزوءات التعليمية في المواد التي تتيح فرصة كبيرة لإبراز القيم التي يسعى الإسلام إلى تركيزها في نفوس الأفراد، وفي واقع المجتمعات. مضيفا أن القيم التي لفت البلاغ إليها النظر هي روح التربية ولبها وخلاصتها، لأنها قيم مباشرة تتعامل مع ذات الإنسان وهي يقينية ومحايدة بسبب أن مصدرها إلهي، وهي لذلك لا تنتصر لفصيل مجتمعي ضد آخر، والواجب أن تكون المواد الدراسية كلها مداخل مؤدية إليها.

وبخصوص إصلاح برامج التعليم العتيق، شدد بنحمزة على أن هذا الإصلاح هو قضية مصيرية يتوقف على النجاح فيها سلامة النموذج المغربي في التدين، واستدامته على المديين المتوسط والبعيد، كما تتوقف عليها قدرة المغرب على حماية ذاته من كل المؤثرات التي من شأنها أن تخل بوحدته المذهبية وبسلامته الاجتماعية والسياسية، لأن التوتر قبل أن يكون حدثا عنيفا ومظهرا صاخبا، هو قبل ذلك فكرة خاطئة وتصور منحرف يصير التطرف أحد إفرازاته.

ويرى رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة، أن حسن تقدير نوع الإصلاح الذي يتطلبه البرنامج الدراسي بالمدرسة العتيقة يجب أن يتحدد على ضوء رصد قبلي للأهداف والغايات المتوخاة من هذا التعليم، وعلى ضوء ما يأمله الأفراد والمجتمع منه.

وأشار بنحمزة إلى ضرورة الاتفاق على تحديد الأهداف والمقاصد المتوخاة من تكوين الطالب بالتعليم العتيق، وعلى ضوئها يتم وضع برنامج للإصلاح، وهي أهداف تتلخص في تكوين شخص ترى فيه الأمة أنه من أهل العلم، وتثق بمعرفته وتأتمنه على تدينها وتسأله عن معضلاتها الحياتية حتى لا تتشوف إلى غيره، وحتى يتفادى بذلك الالتفاف إرباك الحياة التدينية بتداخل المذاهب الفقهية وصراع المذاهب العقدية ذات الارتباطات والغايات السياسية أيضا. كما يؤمل من هذا التعليم أن يبني قيادات فكرية تنتهج نهج كل العلماء الذين استفاد الوطن من وجودهم بما أحدثوا فيه من إصلاح، وحموا الهوية وحملوا قضايا أمتهم هموما شاغلة يعيشون من أجلها.

وحسب بنحمزة فإن المنتظر من التعليم العتيق أن يهيئ كل الأطر العاملة على مستوى المؤسسات الدينية من مساجد ومجالس علمية ومنتديات دينية، وهذه وظائف لا تقبل التعطيل ولا تحتمل التأجيل وإلا تولاها من يسيء بها إلى الأمة.

لذلك، يرى بنحمزة، أنه لبلوغ الأهداف المتوخاة من إصلاح التعليم العتيق ينبغي المزاوجة بين الحفاظ على وحدة المنظومة التربوية المغربية باعتبارها كيانا متجانسا ومتكاملا والإقرار أيضا بخصوصيات التعليم العتيق بما ينتظر منه حتى لا يكرر هذا التعليم صورا من التعليم الديني هي موجودة بالفعل على مستويات التعليم الثانوي والجامعي.
المرجع /جديد بريس

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.