ندوة تربوية تكشف معالم منهج القرٱن الكريم في بناء الانسان

0

تقرير /عبد الله كوعلي

تفعيلا للبرنامج الرمضاني للمكتب الوطني للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية، انعقدت ندوة علمية في موضوع: ” بناء الإنسان في القرآن الكريم”، يوم السبت 11 رمضان 1442هـ/ 24 أبريل 2021م، ابتداء من الساعة التاسعة والنصف مساء.

افتتحت الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم

ليشرع بعدها المؤطرون ببسط محاور الموضوع التي جاءت الشكل الآتي:

الإنسان في القرآن الكريم؛

مركزية الإنسان في القرآن الكريم مبرراتها، وتجلياتها؛

معالم المنهج القرآني في بناء الإنسان.

تفضل الدكتور أحمد أيت إعزة بتناول نقاط المحور الأول:” الإنسان في القرآن”، والذي اعتبر تمهيدا وتوطئة للموضوع؛ حيث بين أن القرآن الكريم قدم تعريفا شاملا ودقيقا للإنسان، وبين خصائصه المتناقضة، والتي لا تجتمع في إنسان واحد؛ بل كل إنسان وطبيعة الصفات والخصائص التي اختار لنفسه الاتسام بها، من إيمان وكفر، ظلم وعدل….، كما بين القرآن أن الأصل في الإنسان الضعف والهوان، لذلك يحتاج لما يقويه ويسنده ويدعمه، وهذه هي الوظيفة التي نهض بها القرآن الكريم واشتغل بها، وركز عليها.

بعد هذه المداخلة الطيبة للدكتور أيت إعزة، تناول الكلمة الأستاذ هشام الرافعي، معالجا بنود المحور الثاني للندوة والذي جاء بعنوان: ” مركزية الإنسان في الخطاب القرآني، مبرراته وتجلياته”، مفتتحا بإبراز أهم الدواعي التي اقتضت عناية القرآن بالإنسان، والتي استدعت اهتمام خطابه بإصلاح شأنه، حاصرا إياها في أربعة مبررات: وهي تكريم الله للإنسان، تكليف الله للإنسان، تسخير الله الكون بما فيه لخدمة الإنسان، تحمل الإنسان أمانة الاستخلاف وعمارة الأرض، هذه الدواعي تقتضي توجيه الإنسان ومساعدته على القيام بها والوفاء بمقتضياتها كما يرضى الله عز وجل، وهو الأمر الذي نهض به القرآن الكريم.

وفي نقطة أخرى بين المتدخل بأن القرآن الكريم ترجم عنايته بالإنسان من خلال استهداف خطابه بناء هذا الإنسان؛ حيث انحصرت مقاصد القرآن الكريم في خدمته وتأهيله لأداء التكليفات المنوطة به، ممثلا لذلك بمقاربة الإمام الغزالي لموضع مقاصد القرآن، والتي زكى بها توجه القرآن الكريم لخدمة الإنسان من خلال ربطه بربه تعالى ودعوته إليه، بالتعريف به وإيضاح الطريق الموصل إليه، وبيان أحوال الناس عند الوقوف بين يديه سبحانه.

وتأكيدا لمركزية الإنسان في القرآن، قدم المتدخل تجليات ومظاهر تؤكد هذا المعطى، من أبرزها اهتمام القرآن بتعريف الإنسان بربه تعالى، وبنفسه، وتيسير تعامله مع القرآن الكريم، ومساعدة القرآن الإنسان على تقوية ملكاته، الإشادة بالإنسان وتعظيم شأنه وشأوه، ملاءمة الخطاب القرآني لفطرة الإنسان واستعداداته وقدراته، تيسير تعامل الإنسان مع القرآن، استيعاب القرآن لحاجات الإنسان المختلفة، تضمن القرآن لمعالم الهدى والرشاد لهذا الإنسان، الإمداد بعوامل الفلاح والنجاح.

وفي نقطة رابعة، بين المتدخل أهم سمات الشخصية الإنسانية التي يرمي القرآن بناءها، وأوضح أن القرآن الكريم يسعى لتكوين شخصية: إيمانية موحدة، متحررة، متوازنة ومعتدلة، مبادرة ومسؤولة، صالحة ومصلحة، فاعلة ومنتجة.

لينهي مداخلته بإبراز أهم الخصائص والمواصفات التي أهلت القرآن الكريم لبناء هذا الإنسان المتسم بهذه الخصائص، والتي كان من أبرزها: الربانية والشمول والنورانية وكونه روحا.

فيما تناول الأستاذ محمد بوحرام بالتحليل، المحور الثالث الموسوم ب: ” معالم المنهج القرآني في بناء الإنسان”، مبينا أن منهج القرآن الكريم في بناء الإنسان تميز بجملة من الخصائص؛ من أبرزها: الربط بالله واليوم الآخر، التركيز على ما يثمر عملا، شموليته لمختلف جوانب شخصية الإنسان وأحواله…، فطرية البناء القرآني وواقعيته، تنويع أساليب ومدخلات البناء، التربية بالقدوة، البناء المعرفي والقيمي لشخصية الإنسان القرآني.

وفي نقطة أخرى، قدم الأستاذ مقاربة لاستلهام المنهج القرآني في التربية، بصياغة جملة من القواعد التربوية الهادفة إلى بناء الإنسان وفق المنهج الرباني القرآني، والتي يمكن إجمالها في يأتي: – اعتماد القرآن الكريم إطارا ناظما ومرجعا علميا وعمليا شاملا لبناء الإنسان، – إعمال المنهج النبوي في التربية والتنشئة، الربط بالسلوك والحياة العملية للإنسان، – التعامل مع القرآن الكريم بمنهج التلقي، – تنويع مداخل وطرق وأساليب البناء، – ربط الإنسان بالله تعريفا وتعظيما واستجابة ومحبة، – بناء شخصية الإنسان بشكل متوازن ومتكامل، التربية على تحمل المسؤولية والوفاء بها، – تنمية الحس الاجتماعي والمبادرة الإيجابية، – بناء المفاهيم القرآنية وترسيخ القيم الإيمانية.

ليختم اللقاء بالمناقشة وتقديم التوصيات.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.