على إثر ما أقدمت عليه سلطات الانقلاب في مصر يوم الأربعاء 3 يوليوز2013 من عزل للرئس المصري المنتخب، واحتجازه، وتعطيل العمل بالدستور، وحل مجلس الشورى، بدعوى الاستجابة لمظاهرات يوم 30 يونيو 2013.
وحيث إن الطريقة الأمثل لتغيير رئيس دولة أو حكومة منتخبة بطريقة ديمقراطية، هو الاحتكام إلى الشعب المعبر عن اختياراته الحرة عبر الانتخابات وصناديق الاقتراع، وهو السلوك المتحضر الوحيد المعمول به في النظم الديمقراطية عبر العالم.
وحيث إن تغيير نظام سياسي منتخب من خلال تدخل الجيش يعتبر انقلابا يتعارض مع الشرعية الدولية، ويعد مخالفة صريحة وانتهاكا صارخا لكافة نصوص المواثيق والإعلانات والاتفاقيات الإقليمية والدولية لحقوق الإنسان والشعوب.
وحيث إن حق التظاهر السلمي وحرية التجمع والتعبير عن الرأي حقوق مكفولة بموجب المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
فإن منتدى الوسطية بإفريقيا، وانطلاقا من مبادئ الوسطية التي يؤمن بها والتي ترفض وتندد بكل أشكال العنف والإرهاب، سواء صدر عن الأفراد أو الجماعات أو الحكومات، إذ يعتبر ما جرى منذ 30 يونيو وما تبعه يوم 3 يوليوز انقلابا مضادا لثورة 25 يناير وإرهابا ضد أنصار الشرعية الديمقراطية، فإنه يعلن ما يلي:
1) تنديده بالانقلاب الذي قامت به قيادات من الجيش والشرطة على الرئيس المنتخب ديمقراطيا وبنزاهة لأول مرة في تاريخ مصر، ورفضه لما تلاه من قرارات باطلة في مقدمتها تعطيل العمل بالدستور وحل مجلس الشورى المنتخب من الشعب.
2) إدانته الشديدة للمجازر المرتكبة في حق المعتصمين السلميين، وكذا لحملة الاعتقالات والقمع الذي شمل عددا من القيادات السياسية والمدنية المؤيدة للشرعية الديمقراطية وكذا الإغلاق الذي تعرضت له عدد من وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة ومصادرة حقها في نقل الصورة الحقيقية لما يجرى من انتهاكات لحقوق الإنسان ومحاولات لتضليل الرأي العام. ويحمل سلطات الإنقلاب مسؤولية الدعوة إلى الحرب الأهلية والزج بالبلاد في دوامة العنف والإرهاب من خلال التربصات بالتظاهرات السلمية واختلاق وقائع كاذبة لأعمال إرهابية مشكوك في مرتكبيها.
3) تثمينه للصمود البطولي السلمي للمعتصمين من شعب مصر الرافضين للانقلاب، والمطالبين بعودة الشرعية الديمقراطية، وعودة الرئيس المنتخب والدستور المستفتى عليه ومجلس الشورى المنتخب.
4) إشادته بموقف الاتحاد الإفريقي الرافض للانقلاب، وتحيته للوفد الإفريقي الذي زار المعتصمين المؤيدين للشرعية الديمقراطية على الجهود التي يقوم بها للمساهمة في حل الأزمة السياسية التي تعرفها مصر ، ويطلب من بقية الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية أن تكون واضحة في مواقفها وتنحاز للخيار السلمي الديمقراطي للتداول على السلطة.
5) يدعو الشعب المصري للتحلي باليقظة والوعي لإبطال محاولات إجهاض مكاسب ثورته المباركة والاستمرار في نهج التدافع السلمي المدني لإحباط هذه المؤامرة المكشوفة وعدم الاستجابة لمحاولات جره للعنف والعنف المضاد.
6) يدعو كافة الشرفاء والعقلاء والحكماء من فاعلين سياسيين ومدنيين ومفكرين وعلماء إلى المساهمة في الوصول إلى حلول متوافق بشأنها للأزمة التي تعرفها حاليا مصر الشقيقة لتجنيب البلاد حالة الصراع التي تعيشها، والحيلولة دون عودة الجيش للتحكم في الحياة السياسية للشعب المصري.
وحرر بالرباط في 24 ومضان 1434هـ الموافق 02 غشت 2013م
إمضاء محمد الحمداوي
الأمين العام لمنتدى الوسطية بإفريقيا