بيداغوجيا الإدماج في منظومتنا التربوية بين طموح التفعيل وإكراهات التنزيل

0

                                            الكاتب: محمد احساين

 انطلاقا من مشاريع البرنامج الاستعجالي وما تتوخاه من تسريع وثيرة إصلاح المنظومة التربوية ببلادنا، خاصة ما تعلق منها بمشروع إرساء بيداغوجيا الإدماج، ونظرا لما أبرزته عملية تعميم هذه المقاربة بالتعليم الابتدائي وتجريب عدتها بالإعدادي من مؤشرات إيجابية في اتجاه تحقيق جودة التعلمات.

       وما أفرزته هذه المقاربة من حركية في واقعنا التربوي حسبما أكدته بعض تقارير تتبع تجريب بيداغوجيا الإدماج في مؤسسات التجريب وكما تعبر عنه النقاشات بل والجدل أحيانا حول بيداغوجيا الإدماج في المؤسسات التعليمية والمنتديات وبعض الأسر وفي كثير من الكتابات …مما خلف انطباعات متباينة في انتظار الوقوف على أثر ذلك انطلاقا من عملية تقويمية مؤسسة على أدوات علمية .

       ولعل المتتبع لتنزيل بيداغوجيا الإدماج يجده المشروع الذي اخترق جدار المؤسسة التربوية وأصبح التلميذ على مستوى التعميم بالتعليم الابتدائي والتجريب بالثانوي الإعدادي مع الوضعيات الإدماجية كما يعتبر المشروع الذي وفرت له إمكانيات وشروط التنزيل والتفعيل انطلاقا من التكوينات المركزة لجميع الفاعلين وتأهيل فرق تأليف العدة الديداكتيكية وتجريبها عبر محطات تجريبية متدرجة بما يعمل على تطويرها … وانتهاء بعملية مستمرة للتتبع و مصاحبة الأساتذة وتطوير عدة الإدماج ومع كل هذه العمليات نجد آراء مختلفة حول جدوى هذا المشروع في المنظومة التربوية فهناك من يراه رافعة لتأهيل المدرسة المغربية وتجويد أداء المنظومة التربوية عبر تنظيم وهندسة العملية التربوية كما أن هناك اتجاها يرى مشروعا مستوردا غير مستنبت وطنيا وباتالي سيعرف صعوبة في التكيف مع الواقع المغربي وهناك من يقارن تجربة تنزيله بواقع بلدان أخرى سبقت المغرب في اعتمادها بيداغوجيا الإدماج وانعكاساتها تربويا واجتماعيا كما أن هناك من يرهن نجاح المشروع بتوفر شروط أساسية متعلقة بالبنية التربوية والمادية ومعلجة اختلالات الموارد البشرية … كل هذا يدعونا جميعا كفاعلين وتربويين وآباء وتلامذة إلى مناقشة هادئة لموضوع بيداغوجيا الإدماج في المنظومة التربوية المغربية مناقشة بناءة تتغيى الوضوح والواقعية واقتراح الحلول المبادرات للإسهام في معالجة الاختلالات بكل تجرد وموضوعية.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.