شيخ المحققين المغاربة العلامة عبد الله المرابط الترغي في ذمة الله

0

targhim 999da

العلامة عبد الله الترغي في ذمة الله

       

      انتقل إلى عفو الله، أمس السبت  18 شعبان 1436 موافق 06 يونيو 2015 بمدينة طنجة، شيخ المحققين المغاربة العلامة عبد الله المرابط الترغي عن سن يناهز 71 سنة .

      ويعتبر العلامة عبد الله المرابط الترغي، الذي ازداد بتطوان سنة 1944، من العلماء المغاربة والعرب البارزين الذين استهواهم التراث المغربي والأندلسي فغاص بين ثناياه منقبا وباحثا ومحققا ودارسا، كما تميز بعطاءاته الأكاديمية الغنية وإشرافه على المئات من البحوث الجامعية لنيل دبلوم الدراسات العليا والدكتوراه .

      وقد انطلق مسار العلامة عبد الله المرابط الترغي التربوي سنة 1968، واختار الراحل منذ البداية توجهه المحوري نحو الأدبين المغربي والأندلسي، حيث خصص جهوده لتحقيق أمهات الكتب المغربية وإنجاز دراسات قيمة حول أعلام هذا الأدب، وفق منهجية خاصة في البحث العلمي، مما أهله ليكون، حسب وصف أدباء وعلماء المغرب، مرجعا أساسيا لا غنى عنه في هذا المضمار.

      وتحمل الفقيد عدة مهام إدارية وعلمية وبيداغوجية، منها رئيس شعبة اللغة العربية بكلية الآداب بتطوان، وعضو اللجنة العلمية بنفس الكلية، ورئيس وحدتي البحث والتكوين في تحضير الدكتوراه ودبلوم الدراسات العليا المعمقة، وعضو في عدد من لجان الإصلاح الجامعي، ورئيس ملتقى الدراسات المغربية والأندلسية، وعضو اللجنة الوطنية لجائزة الحسن الثاني للمخطوطات والوثائق. وقد خلف العلامة عبد الله المرابط الترغي، حصادا فكريا مهما وإنتاجا أدبيا غزيرا، يتجاوز الـ100 مؤلف، يعكس بعمق ثقافته الموسوعية الرصينة، وهو إنتاج متنوع، تضبطه مكوناته الثقافية، وتطبع شخصيته العلمية التي كانت ترفض أن تستقر على نوع معين من الكتابة.

      ومن الكتب التي ألفها أو حققها العلامة الترغي ” أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الحضرمي ومؤلفاته” (1986) و”أعلام مالقة” (1999) و”أعمال السوسيين في كتابة الفهرسة: لائحة بيبليوغرافية” (2002) و”ابن الخطيب في كتابة الترجمة” (1987) و”الرحلة الفهرسية نموذج للتواصل داخل العالم الإسلامي: رحلة أبي سالم العياشي ماء الموائد نموذجا “(2004) و”الشروح الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية، العصر الأول: دراسة في الأنماط والاتجاهات” (2005) و”ذكريات الجهاد على عهد الدولة العلوية: فتح طنجة عام 1095 هجرية في التاريخ والأدب” (2000) و”ظاهرة الاقتباس وقضايا الصناعة الأدبية والبلاغية” (1999) و”من تراث المغرب والأندلس بين أبي الحجاج يوسف الثالث النصري وأبي زكرياء السراج النفزي”(1986)، وغيرها كثير جدا.        وتعتبر مؤلفاته كذلك إرثا ثقافيا وإضافة نفيسة إلى التراث المغربي أغنت الخزانة الأدبية المغربية والعربية، تبوأ الراحل بها مكانة بارزة إلى جانب الباحثين والمحققين الكبار في المغرب، ومرجعا أساسيا في ميدان التحقيق وتراجم الأعلام في المغرب.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.