في إطار مشروع أعدته “دار الحديث الحسنية” حول تدبير الاختلاف والتربية على القيم، دخل خالد الصمدي، أستاذ التعليم العالي بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان، على خط هذا المشروع، ليؤلف دليلا تربويا تحت عنوان: “دليل تنمية القدرة على الاختلاف”.
وللتعريف بهذه الكتاب، قال الصمدي، في حديثه مع pjd.ma، أن الكتاب “يجمع بين الإطار النظري و التطبيقي بما يمكنه مساعدة الفاعلين في مجالات عدة، أهمها المنظومة التربوية و الشباب و المجتمع المدني”.
وتابع الصمدي، في توضيح أهم مضامين كتابه، حيث كشف الصمدي، أن “دليل تنمية القدرة على الاختلاف” يتضمن محاور رئيسية، أولها يتطرق لــ”مفهوم الاختلاف”، إذ لا يوجد اختلاف على مستوى الوعي بأهمية القيم لأن كل الناس، يؤكد الصمدي، “يحبون الحرية والكرامة والصدق والإخلاص ويكرهون نقيضه”، مردفا: “ولكنهم يختلفون حينما ينزل النقاش من المستوى الأخلاقي إلى المستوى العلمي بحيث يطرح السؤال ما مفهوم الحرية؟”. وأشار المتحدث، إلى أن “كل الناس يتفقون على أهمية الحرية ومحوريتها لكنهم يختلفون حول مفهومها، ويرجع هذا الاختلاف الى المرجعيات المختلفة”.
وعن المحور الثاني، الموسوم بعنوان “قيم تدبير الاختلاف”، تحدث الصمدي، عن “سوء تدبير الاختلاف في اللون والخلقة الذي يؤدي الى العصبية والعنصرية، ثم سوء تدبير الاختلاف في المعتقد وهو ما يؤدي الى التكفير”، أما سوء تدبير الاختلاف في الرأي فيؤدي الى التعصب والتخوين، حسب الصمدي، الذي شدد على أن الالتزام الجماعي بمجموعة من القيم الأساسية، أولها “قيمة الحرية” إذ أن كل انسان ولد حرا، والقيمة الثانية هي “التعارف والتعايش والتساكن”، موضحا أن “كل هذه الصيغ تدل على التفاعل والمشاركة بالمطلق لا باعتبار الدين أو اللون أو العرق” مستشهدا بقوله تعالى عز وجل [يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا]، وقوله تعالى أيضا في أية أخرى [ولقد كرمنا بني آدم]، “كيفما كان معتقده ودينه”، وفق مؤلف الكتاب.
وفي هذا الإطار، نفى المتحدث، أن يكون القرآن الكريم أشار الى الدين، وإنما ذكر “أثر الدين في المجتمع” ألا وهو “التقوى” التي هي عاصمة الانسان من أن يقع في السلوكات المنحرفة.
وبالموازاة مع قيم تدبير الاختلاف، ثمة نواقض حذر منها الصمدي، وهو يورد المحور الثالث بـعنوان “نواقض تدبير الاختلاف”، لأنها تهدد الأمن الاجتماعي وتهز الاستقرار وتؤدي إلى الصراع والتناحر ثم إلى الخراب”، وأول نواقض تدبير الاختلاف “التفرقة بعد معرفة الله” ثم “الظلم والعدوان” ،وهم من أشد مظاهر الخلل الموجودة في المجتمعات التي تؤدي الى العدوان، يوضح الصمدي.
وكشف الصمدي، في كتابه تحت عنوان “دليل تنمية القدرة على الاختلاف” عن مجموعة من القواعد لتنمية القدرة على تدبير الاختلاف، منها استيعاب ثقافة الذات والمرجعية التاريخية لمناقشة الآخرين، ثم القدرة على التمييز بين دوائر المقدس التي تشمل دوائر العقائد والعبادات والقطعيات، وبين دوائر التاريخي في التراث، وأخيرا يختم خالد الصمدي، “القدرة على استيعاب موضوع الاختلاف وسياق ثقافة الآخر”.