في إطار مجزوءة ” تخطيط وتدبير التعلمات” استضاف الدكتور محمد بولوز وهو أستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالرباط،
الأستاذة المفتشة زاكية مازغ المفتشة التربوية والمنسقة الوطنية لتفتيش مادة التربية الإسلامية سابقا لتقديم عرض للطلبة الأساتذة يوم الجمعة 28 مارس 2014 وذلك في موضوع:“التدريس بالوحدات: لماذا؟ وكيف؟،
وقد انطلق العرض بكلمة افتتاحية للدكتور محمد بولوز عرف من خلالها بالأستاذة المحاضرة ومسيرتها في سلك التفتيش باعتبارها من الرعيل الأول في بناء ديداكتيك مادة التربية الإسلامية بالمغرب، كما ذكر بأهمية الموضوع والسياق الذي يندرج فيه، ورحب ببعض الأستاذات المشرفات اللواتي حضرن العرض، حيث حضرت كل من أمينة كرعانين وابن الوافي فاطمة الزهراء من نيابة الرباط وربيعة جابر من نيابة تمارة، ليفسح المجال بعد ذلك للأستاذة المفتشة التي عبرت من جانبها عن سعادتها بالحضور إلى المركز لتقديم هذا العرض، مؤكدة ضرورة البحث عن الجديد في تدريس التربية الإسلامية، بهدف تطويرها والرقي بمردودها.
وقبل الشروع في تقديم العرض الذي كان مفيدا وشيقا، قامت الأستاذة بعصف ذهني حول مفهوم التدريس، بعدها قدمت تعاريف مختلفة لمفهوم الوحدة وخصائصها، لتنتقل إلى نشاط تطبيقي في ورشات للمقارنة بينتنظيم وترتيب المحتوى التعليمي للمنهاج الدراسي على شكل وحدات دراسية، وبين تنظيمه على شكل دروس منفصلة، وبعد تقديم كل ورشة لمنتوجها عرضت الأستاذة مقارنة بين الوحدات والدروس، كما تناولت خصائص الوحدة ومميزاتها، وأعربت عن مدى نجاعة نظام الوحدة وأهميته في تحقيق وحدة المعرفة وترابط أجزائها، وتنظيم المعارف وإثراءها، واعتماد أنشطة لتكوين السلوك المرغوب فيه عند المتعلم..
وتم الانتقال بعدها لنشاط تطبيقي ثان من خلال الاشتغال على وحدة من المقرر الدراسي وتحديد مجالها المعرفي، والفكرة المركزية التي تدور حولها دروس هذه الوحدة، مع بيان ترابط عناصر الوحدة وتكاملها، ثم طلبت الأستاذة من الأساتذة المتدربين التعبير عن ما واجهوه من صعوبات في الإجابة عن الأسئلة، حيث أعرب الأساتذة عن صعوبة الربط بين دروس بعض الوحدات، أو إيجاد الترابط بينها.
وبعد أن بينت الأستاذة أن التدريس بالوحدة لا يكون دائما ممكنا، وأرشدت إلى إمكانية تقسيم الوحدة إلى محورين في بعض الوحدات التي لا يمكن الربط بين دروسها الأربع (مثلا الوحدة الاعتقادية والتعبدية في مستوى الثالثة ثانوي إعدادي..)، تناولت مفهوم التخطيط التربوي للوحدة باعتباره استراتيجية تقنن التعليم وتنظمه، لتحقيق النتائج المرجوة، وبينت أهمية هذا التخطيط في جعل عملية التدريس متقنة الأدوار وفق خطوات محددة، ومساهمته في نمو خبرات المدرس المعرفية والمهارية، كما حددت أنواع التخطيط ومستوياته (بعيد المدى، متوسط المدى، قريب المدى).
ثم وصلت الأستاذة زاكية مازغ، إلى نقطة رئيسة في عرضها وهي كيف نخطط لتدريس وحدة التربية الإسلامية ؟ فقدمت مجموعة من المعايير وأهمها:
ـ صياغة الكفاية وتحديد الأهداف التعليمية.
ـ اختيار المحتويات الملائمة للأهداف التعليمية.
ـ استعمال الطرق والوسائل الملائمة لبلوغ تلك الأهداف.
ـ تحديد النتائج من خلال أدوات تقويمية مضبوطة.
وفي ختام العرض قدمت الأستاذة نماذج لخطاطة وصفية لوحدة التربية الفنية والجمالية، ووحدة التربية الحقوقية، وأشارت إلى أن العمل بالوحدة يسمح لنا بتعديل ترتيب الدروس، والتصرف في العناوين…
وقد تخلل العرض مناقشات مستفيضة للمحاور المعروضة، وبعض الإشكاليات التي كانت تواجه الأساتذة عند التعامل مع الدروس بمنهجية الوحدة، وصعوبات صياغة وضعية مشكلة مؤطرة لدروس الوحدة، وكيفية معالجتها وتمحيص فرضياتها، والترجيح بينها، وعدد الحصص التي يمكن أن تستغرقها الوحدة…
وفي الأخير عبرت الأستاذة عن سعادتها مرة أخرى، واستعدادها لتلبية دعوات أخرى في مواضيع جديدة.